التي تبعثها هنا وهناك، ردا على ابتساماتهم الودودة، ما دفعها لتقرر الذهاب لأقرب حمام لتبديله، فما عادت قادرة على تحمل نظرات البعض، التي بدأت تحمل الكثير من الشفقة، على العروس الوحيدة، التي ما جاء عريسها لاستقبالها بكل الشوق واللهفة المفترضة، عروس مهجورة، تجلس وحيدة منبوذة بثوب عرس بلا شريك.
***************
كانت طائرته قد حطت منذ بعض الوقت، فأنهى بعض المعاملات، وسار مغادرا في ثقة بالغة، يجر حقيبته الأنيقة خلفه، يدق حذاءه البراق برنين منتظم لخطوات واثقة، لا يلتفت لأي من كان، وكأنما الكون قد خلى من قاطنيه،
تغيب نظراته الثاقبة خلف منظار شمسي أنيق، يدس كفه اليمنى بجيب بنطاله، الذي يظهر جسدا رياضيا، رغم تخطي صاحبه حاجز الخامسة والأربعين من عمره بقليل.
همست إحدى المضيفات لصديقتها المعينة حديثا، التي وجدتها تتطلع نحوه في انبهار كامل: انسي، متحلميش،
كله إلا ده.
هتفت المضيفة المشدوهة بنظراتها نحوه، مجيبة في هيام، بفرنسية رشيقة: مستحيل، هخطف قلبه.
أكدت زميلتها متنهدة: يا بنتي اسمعي، ده واحد معندوش قلب من أساسه عشان تخطفيه، كتير قبلك حاولوا
وفشلوا فشل ذريع، أنا قلت لك وأنتِ حرة، بضيعي وقتك ع الفاضي.
أكدت المضيفة الولهانة: كفاية إني ألفت نظره.
تطلعت نحوها زميلتها ساخرة: هو مش كنتي هتخطفي قلبه من دقيقة!