هتف ساخرا: أهم من الأكل عندك! أشك إن في حاجة أهم، عندي فعلا فضول أعرفها.
ابتسمت وهي تضع في فمها لقيمة آخرى ولم تعقب لبرهة، وأخيرا هتفت في هدوء، وبنبرة غريبة على مسامعه: اللي ممكن ياخدني من أي حاجة بحبها، هو اللي عمره ما سبني لوحدي أبدا.
ترك الشوكة من كفه، واضعا إياها على حافة صحنه في هدوء، وتطلع نحوها في دهشة، هامسا في سخرية: ده مين بقى! حبيب قديم!
همست في وجد: هو حبيب، بس يا ريته هو اللي يحبني.
اتسعت حدقتا عينيه في دهشة لهذه الجرأة الغير عادية من قبلها، لكنه أصر على السخرية هاتفا: أنتِ من بتوع، استني بتقولوها ايه فمصر، .. اااه .. يا عيني ع اللي حب ولا طلشي!
ارتفعت قهقهاتها المرحة المعتادة، مؤكدة له في نبرة تحمل الكثير من البشر: فكرك راح لبعيد أوي، أنا الحب
وحواديته رميتها ورا ضهري من زمن، الحب ده أكبر مقلب عمله البني آدم فنفسه.
هتف في جدية: أكبر صح، أول مرة نتفق، لكن لو الكلام ده كله، مش على حبيب ناسيكي، اومال على مين!
تركت ملعقتها جانبا، وتطلعت نحوه بنظرات واثقة، مؤكدة في هدوء: ربنا.
لا يعلم لما اهتزت كل دواخله، ورغم ذلك حاول أن يبدو صلبا تجاهها، فلم يحد بناظريه عنها، وهي تستطرد في نبرة لم يسمعها تتحدث بها من قبل : ربنا، هو اللي كان دايما معايا وجنبي، اللي كل ما اقع في ضيقة، ألاقيه بيمد أيده ويطلعني منها، اللي كل ما أبقى في كرب واحكيله اللي بيحصل معايا، ألاقيه بيجبر بخاطري، ويراضيني، أنت عارف!