في ضيق: اتفقد الوالد يا سعدون، شوف إيه اللي أخره.
هز سعدون رأسه في طاعة، وسار نحو غرفة الشيخ.
ظهرت سلمى أخيرا وهي تهبط الدرج مهرولة في اتجاه طاولة الطعام، التي أعدتها نفيسة في احترافية كعادتها، تطلع نحو ساعته في حنق، فقد تأخرت عن ميعاد تقديم الطعام سبع دقائق كاملة، وجه ناظره نحوها في ضيق
هاتفا: في سبع دقايق تأخير يا آنسة! أنا مش نبهت على الالتزام التام بمواعيد الأكل!
أومأت برأسها تأكيدا، هاتفة في نبرة معتذرة: معلش، بتبقى أمور غصب عني، بإذن الله مش هتتكرر.
تطلع نحوها، مشيرا نحو مقعدها الذي خصصه لها والده مقابلا لمقعده، لتجلس على المقعد المشار إليه، وما أن
همت بمد يدها نحو الطعام في أريحية، إلا وهل سعدون مؤكدا في هدوء: الوالد نعسان، اعتقد إنه مش هيقدر على مشاركتكم الطعام.
هز أيوب رأسه متفهما: فعلا، كان مؤرق طول الليل، ما قدر ينام، وما أخد قيلولته، النوم لازم له، والأكل يبقى.
بدأت في تناول الطعام في أريحية، دون حتى انتظار دعوته لبدء الطعام، ما جعله يتطلع متعجبا لحالها، وهو الذي
أدرك محبتها للطعام بشكل لا يمكن تجاهله: واحدة زيك بتعز الأكل زي عينيها، إيه اللي يأخرك عن ميعاده!
هتفت بعد أن أتمت ابتلاع لقيمتها، التي كان فمها عامرا بها، مؤكدة وعلى شفتيها ابتسامة: يمكن في حاجة أهم عندي شوية من الأكل هي اللي اخرتني!