تحرك قاطعا استرسال خواطره الخطرة، نحو باب الغرفة الذي كان مفتوحا بالفعل، ورغم ظهوره على أعتابها، لم يفطن لوجوده أحدهما، مع صوت الموسيقى المرتفع ذاك، حتى مع نحنحته بصوت عالِ، ما اضطره للطرق على الباب في قوة، وهو يحيد النظر عنها.
تنبهت أخيرا، لتتوقف عن القفز في صدمة لمرأه، مندفعة صوب الهاتف، لتغلق تشغيل الأغنية الصاخبة، وهي
تلتقط أنفاسها في تتابع محموم، هاتفة في سعادة: أهلا يا أيوب بيه، اتفضل..
وأشارت نحو أحرفها المتقطعة، وأنفاسها اللاهثة، هاتفة في مزاح: الفتنس في ذمة الله، الواحد لازم يضرب الترنك، وينزل الجيم بقى.. ويبقى أحمد ذكي فنفسه.. وأتقدم .. أتقدم..
أمسك قهقهاته على مزاحها، ساخرا بدوره: أو يبطل أكل أسهل..
قهقهت، وأنفاسها ما زالت متقطعة، هاتفة بدورها: تغور الفتنس، إلا الأكل سعادتك.
ابتسم متطلعا نحو ولده، الذي أمسك بالهاتف، يقلب فيه حانقا، رغبة في تشغيل الأغنية من جديد، سألها أيوب في هدوء ظاهري، مشيرا لساجد: إيه الأخبار!
ابتسمت في سعادة، ابتسامة جعلته يحيد بناظره عن محياها في عجالة، هاتفة في نبرة منتصرة: تمام أوي.. الحمد
لله.
واقتربت منه، ما دفعه ينكمش على نفسه داخليا، وهي تهمس: خد التليفون، ونادي على ساجد، وشوفه هيعمل ايه!
عادت خطوة للوراء، فتنفس الصعداء وهو يقترب من ساجد، متناولا الهاتف من يده، ليبدأ في الصراخ، الذي توقف ما أن ناداه أيوب: ساجد، تعال وخد الهاتف.