سألتها متعجلة: ليه!
أكدت خيرية: أصل صبحي مكنش عايز يقولك، بس أنا هقول وأمري لله، مع إنه كان محرج عليا.
تطلعت لها سلمى في حنق تتعجلها الافصاح: أصل الصراحة أخوكي استلف تمن تذكرة سفرك، وده مبلغ كبير
علينا، فقلت تليفونك لو بعناه، أهو يسدد تمنها أو حتى جزء كبير منها، ويخفف عن اخوكي اللي فرقبته كوم اللحم ده.
همت سلمى بالرد عليها معترضة، وهي تتطلع لهاتفها العزيز، الذي ابتاعته من ادخارها لشهور طويلة من راتبها،
وذلك لدواعي الدراسة والبحث، لا رغبة في رفاهية اقتناء هاتف حديث، لكن صراخ أخيها بالأسفل، والذي كان بانتظارها مع سيارة أجرة جاء بها خصيصا لإيصالها المطار، جعلها تدفع بالهاتف ليد خيرية في اضطراب، وبدورها، دفعت خيرية بكفها ذاك الهاتف العتيق، لتندفع هي مهرولة تهبط درجات السلم المتهالكة، على قدر استطاعتها.
تطلعت للهاتف اللحظة بين كفيها، وهي تجلس وحيدة بلا رفيق، لتكتشف أن الهاتف غير مشحون برصيد كافِ لإجراء أي مكالمة، بل إنه لا يحمل أي أرقام من الأساس، وبالطبع لا يمكن التواصل بواسطته عن طريق الانترنت، ما يعني أنها حبيسة ها هنا، حتى يأتي زوجها، الذي ما عادت تحمل له اعذارا لتبرر نسيانه موعد وصول طائرة زوجته،
واستقبالها الاستقبال اللائق بعروس.
قرقرت معدتها من جديد، بل زمجرت، وزاد عليها الضيق الذي بدأ يشملها لنظرات المسافرين وذويهم، وهي تجلس وحيدة بثوب زفافها الأبيض، جاعلا منها محط أنظار كل ذاهب وآيب، وقد ضاقت ذرعا بالابتسامات الدبلوماسية