امتعضت، وتغيرت تقاسيم وجهها، لكنها لم تيأس، وهتفت تسأله: وهتعمل ايه فالتليفون! هتبيعه!
هتف في حنق، دون أن يستدير لمواجهتها: مفيش تليفونات هتتباع يا خيرية، واخرجي وسبيني أنام لي ساعة قبل ما أنزل أشوف أكل عيشي، ورزق عيالك.
زفرت في حنق، ونهضت مبتعدة، مغلقة الباب خلفها في حنق.
******************
مرت فترة لا بأس بها على بداية محاولاتها لإخراج ساجد من عزلته، كانت محاولات مضنية، وعلى الرغم من ذلك، لم تحقق أي تقدم ملحوظ، كان عنيد متشبث بعزلته، مكتفيا بعالمه الخاص، ولا رغبة لديه في الخروج لعالم الآخرين الذي على ما يبدو، لا يستهويه مطلقا، كان صاخبا، كثير الحركة، سريع الغضب، حاد الانفعال، قد يبكي لساعات فقط
من أجل الحصول على غرض يريده، ولا يهدأ حتى يحصل عليه، لكنها أبدا ما منحته ما رغب، تحاول أن تروض ذاك الجموح فيه، لعل وعسى يؤتي هذا ثماره، في محاولاتها التالية..
كانت تقف اللحظة خارج غرفة ساجد، وفتحت إحدى أغنياته المفضلة، انتظرت رد فعله من الداخل، بعد أن مرت
دقيقة، لتجده يفتح باب الحجرة في لهفة، متطلعا نحو هاتف سلمى في سعادة، وبدأ في القفز بفرحة غامرة، على الألحان التي اشعلت حماسه، لكن فجأة، أغلقت سلمى الأغنية، ما دفع ساجد ليصرخ في حنق، وقد بدأ وصلة تمدده على الأرض، راغبا في مواصلة تشغيل الأغنية من جديد، لكن سلمى لم تستجب لطلبه، بل نادت عليه باسمه:
ساجد، بص عليا، وأنا اشغل لك الأغنية.
لم يستجب، بل زاد من صراخه، ضاربا الأرض بأقدامه في عزم، لتهتف سلمى من جديد: ساجد..
لم يستجب أيضا، فجلست جواره في هدوء، تاركة إياه يزيد من رد فعله الغاضب لبعض الوقت، والذي هدأ فجأة، ما جعلها تتنبه، متطلعة نحوه في استفسار، ليدق قلبها في شدة، ما أن وجدته ينهض جالسا في صمت، أعادت