تساءلت سلمى متعجبة: وهو أيوب بيه له فالإدارة وشغل التجارة!
أشارت نفيسة لسلمى وهي تحمل صينية القهوة: هودي القهوة وارجع لك.
عادت نفيسة بعد دقيقة، مستطردة الحديث: أيوب بيه له في كل حاجة، كان شغال مع الشيخ في الشركة من سن ١٨ سنة، ولما أختار يبقى طيار، الشيخ عمره ما عارض، ولما تعب ووقع في مرضه الأخير، أيوب بيه ساب كل حاجة، واتولى إدارة الشركات، لحد ما الأمور اتظبطت، ورجع شغله تاني.
رواية من يطرق باب القلب كاملة جميع الفصول
ساد الصمت لبرهة، لتتنهد نفيسة بعدها هامسة: أيوب وهو أيوب.
همت سلمى بسؤال نفيسة عما تعنيه، لكن تليفون الأخيرة رن، فاندفعت تجيب على سعدون، تاركة سلمى تهرول بدورها تجاه حجرة ساجد، والفضول يتآكلها تجاه هذا الأيوب.
****************
صعد الدرج المتهالك في بطء، يصدر صفيرا منغما في انسجام تام، حتى دخل إلى شقته، وهو على نفس الحال، ما دفع خيرية التي كان يتحاشاها منذ ما حدث، ولا يخالطها مهما حاولت معه من ألاعيب، أن تتطلع إليه في حيرة، هاتفة بنبرة متعجبة: سبحان مغير الأحوال، ايه اللي حصل عشان الانسجام ده كله!
تطلع نحوها في هوادة، تاركا سؤالها بلا جواب، مندفعا نحو غرفته، ليبدل ملابسه من أجل قيلولة سريعة، قبل النزول إلى الورشة من جديد، لتتبعه خيرية في إصرار، متسائلة في فضول: لا، ما هو أنا مش هسيبك إلا لما تقولي ايه سبب الروقان ده كله!
تطلع نحوها، وهو يتمدد على الفراش متنهدا في راحة، يريحها حتى تحل عنه ليرتاح بدوره من النقر فوق رأسه: سلمى كلمتني وطمنتني عليها.
انتفضت من موضعها، هاتفة في فرحة حقيقية، لا خوفا على سلمى، وإنما من أجل خروجها من مأزق الهاتف:
والنبي صحيح! طب الحمد لله إنها بخير، مش قلت لك كده، قلبتها علينا نكد.
ودفعت بكتفه في دلال، هاتفة: بقى ينفع كده!
أدار لها ظهره، هاتفا في تعب: خيرية، خدي الباب وراكِ وأنتِ خارجة.