المفضية للمطبخ، تتطلع للقادم بعين فضولية، كانت الضيفة أشبه بنجمة سينمائية بهذه الطلة المبالغ فيها بوضح النهار، رائحة عطرها يفوح شذاها بقوة، حتى أنه وصل مكانها معبقا الأجواء.
هتفت الضيفة في ابتسامة متكلفة: يا هلا يا نفيسة، الشيخ بانتظاري.
هزت نفيسة رأسها مؤكدة: عندي علم، هو بانتظاركِ، اتفضلي.
سارت الضيفة في اتجاه حجرة الشيخ، تحفظ طريقها جيدا، لتعود نفيسة للمطبخ لتعد لها قهوتها، بادرتها سلمى متسائلة في فضول: مين دي يا دادة!
أكدت نفيسة، وهي تضع بعض البن بماكينة صنع القهوة: دي الأستاذة رياحين.
قهقهت سلمى: آه، ما هو باين، دخلت من هنا، والفيلا فحفحت بريحة البرفان بتاعها، بس برضو مقلتيش، مين الأستاذة فواحة دي!
ضحكت نفيسة مؤكدة: دي مديرة مكتب الشيخ، هي اللي شايلة شغل مكتبه، من بعد ما وقع بتعبه الأخير، بتيجي كل فترة، لو فيه أوراق مهمة، الشيخ لازم يمضيها.
هزت سلمى رأسها متفهمة، وهمست: مكنتش أعرف إن الشيخ له شغله الخاص، كنت فكراه كان موظف وطلع
معاش بقى وقاعد بحكم السن والمرض.
هزت نفيسة رأسها نفيا: الشيخ من كبار رجال الأعمال هنا، شركته لها فروع كتير، لكن بحكم مرضه، هو بقى مشرف عليها بس، وبيروح كل فترة مع أيوب بيه، عشان يتأكد إن الأمور ماشية تمام.