هتفت وابتسامة رضا على شفتيها: مفيش أي داعي للشكر، ده واجبي اللي بقبض عليه مرتبي، و..
هتف مقاطعا: آه بمناسبة الراتب، اتفضلي..
فتح أحد الأدراج، مخرجا ظرفا أنيقا يحمل راتبها، مد كفا مترددة يسلمه لها، لكنه عدل عن الفكرة، واضعا الظرف
على طرف الطاولة، لتمد كفها مستلمة الظرف في أريحية، سارت نحو الباب لمغادرة الحجرة أخيرا، وفكر هو في ابقائها من جديد، لكن لأي سبب!.. وبأي حجة!
تطلع نحوها وهي تغلق الباب خلفها في هدوء، تاركة إياه وحيدا، وللمرة الأولى منذ زمن بعيد، يدرك أن الوحدة شيء مقيت، والأنس شيء غالِ، عليه دفع ثمنه، فهل هو على استعداد ليخطو مثل هكذا خطوة، في طريق جديد، غير مأمون العواقب!
صوت نفير عربة خارج البوابة الحديدية، علا عدة مرات، جعلت حارس البوابة الهندي، يفتحها على مصراعيها، لتدخل سيارة حديثة، اصطفت قرب المدخل، وهبطت منها امرأة ترتدي عباءة سوداء أنيقة، يزينها بعض الأحجار
اللامعة التي لا تناسب فترة الصباح على أي حال، وتضع شال من الشيفون على رأسها بعشوائية، بديلا عن غطاء رأس شرعي، لا يستر مقدمة شعرها الأسود الفاحم، الذي يتطاير غير ملتزم بغطائه الغير محكم، اقتربت من المدخل، وهتفت في أريحية وهي تدق جرس الباب، ما دفع نفيسة للإسراع نحو مدخل الفيلا، مرحبة بها.
كانت تضع كمية هائلة من مساحيق التجميل، على وجه لم تتبين سلمى معالمه من موضعها المستتر، بالردهة