سارت سلمى خلفه لداخل المكتب، ليجلس على كرسيه المفضل، متطلعا نحوها، متسائلا في حنق: الشيخ ممنوع من الدسم والأكل التقيل، وحفاظا على صحته، ممنوع منك التدخل في أموره، أرجو إن ده يكون واضح بالنسبة لك!
هزت رأسها في طاعة، واستدارت لتغادر، ليهتف بها متسائلا: حطيتي إيه ف أكل الشيخ!
عادت لمواجهته، مؤكدة في هدوء: ولا حاجة.
امتعض، هاتفا في نفاذ صبر: دي المرة الأولى اللي الشيخ ياكل فيها أكله كله، وياخد دواه من غير شكوى .. لازم أعرف، عشان لو..
هتفت سلمى تقاطعه باسمة: شوية بهارات..
تطلع نحوها مصدوما: بهارات!
هزت رأسها مؤكدة: أيوه، بهارات بسيطة ملهاش أي ضرر عليه، غيرت فالطعم اللي كان شبه العجين الني، وخلت
الأكل أحلى شوية، أما بقى الدوا اللي خده من غير شكوى.. اتسعت ابتسامتها مؤكدة في نبرة تتصنع الكبر: ف دي قدرات على الإقناع، اجتهاد شخصي حضرتك.
هز رأسه متفهما، هامسا وهو يحيد النظر عنها: تمام..
لتستطرد هي في هدوء عجيب مخالف لطبيعتها، جذب انتباهه نحوها مجددا: أوقات كتير بتكون معالجة الأمور أبسط ما يمكن، والحل قدامنا، يمكن تحت رجلينا، بس عقولنا بتروح للحل البعيد والأصعب، ومش عايزة تقتنع
باللي عيونا شيفاه.
ساد الصمت، وهمت بالرحيل، ليستوقفها مجددا لا رغبة لديه في رحيلها، هاتفا في لين غير معتاد: أنا نسيت أشكرك على مجهودك مع ساجد.