دقت الساعة الثالثة، ليكون الجميع على مائدة الطعام كما هو متفق، كانت سلمى بصحبة سعدون ونفيسة بالمطبخ، وأيوب ووالده على المائدة بالبهو الخارجي، تطلع الشيخ نحو المائدة ما أن استقر موضعه على رأسها، هاتفا في تساؤل: وينها سلامات!
مال أيوب صوبه مفسرا: بالداخل، مع سعدون ودادة نفيسة.
تطلع الشيخ نحو أيوب في تعجب هاتفا: وليش ما بتشاركنا الطعام!
همس أيوب: سلامات ما هي ضيفة يا شيخ، مكانها مع سعدون ونفيسة.
تجاهل الشيخ كلام أيوب، هاتفا في صوت قوي، مخالف لطبعه اللطيف، مناديا سعدون، الذي ما أن حضر، حتى
أمره: أحضر سلامات، بتشاركنا الطعام من ها الحين.
هز سعدون رأسه طائعا، غاب لحظات، وعاد وسلامات تجر أقدامها خلفه جرا، لم تكن بها رغبة في الجلوس مع أيوب على طاولة طعام واحدة، لكن ما عساها أن تفعل، وذاك أمر الشيخ الذي لا راد لأوامره، جلست على يسار
الشيخ حيث أشار، بينما أيوب يحتل الجانب الأيمن، بعد أن وضع سعدون أدوات المائدة خاصتها على الطاولة، ليهتف بها الشيخ في محبة: مكانك هنا يا سلامات، ما فيه طعام بيكون من دون صحبتك الحلوة.
ابتسمت في دبلوماسية، تحاول أن تحيد بناظرها حتى لا يقع على محيا أيوب، الذي تدرك تماما كيف هو اللحظة،