هتفت خيرية مؤكدة: هيكون فين يعني! احشري نفسك وسط البنات ونامي معاهم.
وربتت على كتفها في حنق مستطردة: وتعودي على كده بقى، أصل شكل الحكاية مطولة، وأنتِ مأنسانا حبة حلوين، أصل معلش برضو متزعليش مني، مين اللي هياخد واحدة عندها ٣٥ سنة، وعريسها هرب منها يوم كتب
كتابهم، ربنا يعين أخوكي ع اللي بيسمعه كل يوم وهو ف ورشته من تحت راسك، ويقويني أنا كمان على غمز ولمز النسوان، فالرايحة والجاية.
قرقرت معدتها، ما دفعها لتعتدل في جلستها، بعد أن أخذتها سنة من نوم، تطلعت نحو النافذة الزجاجية لقاعة
الانتظار، لتكتشف أن المساء قد هل، وهي تجلس هنا منذ بضع ساعات، ولم يأتها أي خبر عن عريسها المزعوم، كانت تتضور جوعا، فهي من تعجلها واضطرابها لركوبها الطائرة للمرة الأولى، لم تتناول طعامها كما يجب، قبل أن تغادر بيت أخيها، كما أن الطعام الذي تناولته بالطائرة، لا يسمن ولا يغني من جوع.
تطلعت نحو هاتفها القديم الذي تحمل، ذاك الهاتف ذو الأزرار، الذي ما عاد يستعمله أحد تقريبا، وتذكرت كيف كانت مندفعة نحو باب الشقة، وهتاف أخوها المتعجل بالأسفل يوترها، لتهبط الدرج في حرص، حين استوقفتها زوجة أخيها هاتفها: خدي يا سلمى التليفون ده، وهاتي بتاعك بسرعة.