كان صبحي بورشته، يتعامل مع عطب بمحرك إحدى السيارات، وما أن رن هاتف سلامات، الذي كان محتفظا به في جيب بنطاله، إلا وانتفض يمسح كفه المشحمة، مخرجا الهاتف، يرد في لهفة على الرغم أن الرقم غريب وغير مسجل، لكنه جاءه بكود البلد الذي تتواجد فيه سلامات وزوجها: الوو، ايوه يا مجدي!
هتفت سلامات في لهفة: ايوه يا صبحي، أنا سلامات، إزيك عامل ايه!
هتف صبحي معاتبا: بقى كده يا سلمى! تروحي وتقولي عدولي، لا أنتِ ولا مجدي، تتصلوا تطمنونا إنك وصلتي بالسلامة، ده أنا كنت هموت من قلقي عليكِ.
ساد الصمت لبرهة، قبل أن تهتف سلامات متعجبة: معقول مجدي مكلمكش ولا مرة!
أكد صبحي: والله أبدا، ده أنا حتى رنيت على تليفونه، فضل يرن شوية حلوين ومردش، ومن ساعتها كل أما أرن، ألاقيه مقفول، قلت بلاش تزن يا واد، عرسان فشهر العسل، سبهم على راحتهم، ولما طولتوا قلت أسأل صاحبي
اللي عرفنا عليه، طلع يعرفه أصلا معرفة طياري، ومش معاكم فنفس البلد.
ساد الصمت من جديد، لا تدري هل تخبره بكل ما حدث ويحدث معها، أم أن الأمر لن يزيد أخاها سوى القلق! هو عاجز فعلا هناك، لن يستطيع مساعدتها بأي معلومة قد تفيدها في تحسين هذا الوضع الغير طبيعي، والذي وجدت نفسها متورطة فيه.