هذه الساعة المتأخرة من الليل، وقد أدرك لتوه سر عدم معرفتها بقدومه حتى اللحظة، فقد اكتشف أنها تضع سماعات جوالها بأذنيها، تتمايل الأن على ما يبثه بهما من ألحان..
مدت كفها تتناول شيئا ما من داخل المبرد، لتلقيه بفمها في أريحية، كان الطعام نقطة ضعفها .. عرف ذلك منذ
اليوم الأول الذي قابلها به .. ابتسم للذكري رغما عنه، ونظر إلى جسدها المائل للامتلاء، والذي يحمل أنوثة متفجرة تربكه وتحيره، أدرك منحى أفكاره، فهتف داخليا في حنق معاتبا نفسه، فمنذ متى تشغله ذوات الجسد الممتلئ! فهو دوما يفضّل المرأة النحيفة، فرنسية القوام، التي تحافظ على رشاقتها.
لكن هي، بذاك المئزر العجيب الذي ترتديه، والذي تضمه لخصرها فيظهر كل منحنياتها التي تذهب بوقاره، لها وضع خاص بين النساء اللاتي مررن بحياته، ويبدو أن مرورها لن يكون مرور الكرام.
تنحنح مؤكدا على حضوره لعلها تنتبه، لكنها استمرت على وضعها تتمايل في سعادة، وهى تضع غطاء رأسها ذاك،
والذي تربطه لما خلف عنقها، عندما تكون في عجلة من أمرها، ومئزرها الذي يشبه أحد أغطية أريكته المفضلة بالبهو هناك، ما دفعه ليقف أمامها مباشرة لتعرف أنه هنا، فقد أكتفت أعصابه، من عرضها المثير.
انتفضت مذعورة لرؤياه، حتى أنها غصت بتلك اللقمة التي دفعتها بحلقها قبل ظهوره بثوانِ.