تطلعت لساعة هاتفها الجديد، والتي تجاوزت التاسعة بنصف الساعة، تنهدت في حنق، عليها ألا تغادر حجرتها الآن، كان ذاك أحد البنود المتفق عليها، وعليها الطاعة والامتثال للأمر.
عاودت معدتها الصياح جوعا، بعد مرور ربع الساعة، حاولت فيها تجاهل ذاك النداء الملح، لكنها قررت اخيرا الانصياع لنداء الجوع القاهر، ومغادرة غرفتها، مخالفة للأوامر، وخاصة أن صاحبها غائبا، ولا أمل في عودته الليلة،
ستخرج وليكن ما يكون.
نزلت مهرولة إلى المطبخ، وصلت إلى المبرد، فتحته تتطلع لما يحويه، لا تدرك أنه كان قابعا بذاك الركن المظلم بالمطبخ الواسع، يتطلع إليها في شغف وفضول، وهو يجلس هادئا، يتناول مشروبه الدافيء، وتساءل كيف لم
تدرك حضوره، وهو الذي أطلق بوق سيارته عدة مرات، حتى استيقظ ذاك البواب الأحمق، ليفتح له بوابة المنزل، لعطل في نظام الفتح الإلكتروني، وأغلق الباب الداخلي خلفه في عنف غاضب، وهو يتوجه إلى هنا، لتحضير مشروب يهديء من أعصابه، بعد رحلة طويلة في أجواء ملبدة، استنفذت كل طاقته، وما أن لمح طيفها حتى تسمر
موضعه في صمت يترقبها.
لا يعرف لما تثير به دوما الفضول لاستكشافها، والتعرف على كل ما تخبئه بعيدا عن أعين الناس.
ازدرد ريقه فجأة، وهى تتمايل الأن في سعادة أمام المبرد المفتوح على مصرعيه تنتقي منه ما تشتهي لتناوله في