وصلت متأخرة لبيتها كعادتها الأيام الماضية، وما أن دفعت باب حجرتها حتى وجدت الحجرة في حالة يرثى لها، كل حاجياتها ملقاة هنا وهناك، بشكل عشوائي مقلوبة رأس على عقب، وسريرها الضيق فالأساس، أصبح الآن مأوى لأثنين من بنات أخيها الصغيرات، همت بالحديث معترضة على ما يحدث، لكن خيرية كانت قد لحقت بها، تعاجلها
الحديث: إيه، واقفة كده ليه! لتكوني مضايقة إن بنات أخوكي هيناموا معاكي فالأوضة ولا حاجة!
هتفت سلمى معترضة: هي الأوضة فيها مكان ليا، عشان جايبة اتنين من البنات يناموا معايا، ده السرير مكفيني بالعافية أصلا، ده أنا خدت السرير الصغير وسبت الكبير لعيالك، قلت حرام بدل زنقتهم، وكمان أنتي عارفة أنا
مبحبش حد ينام جنبي.
هتفت خيرية في هدوء سام : طب هنعمل إيه! العيال كتروا وكبروا والشقة ضاقت علينا، وكنت مواعدة البنات ياخدوا أوضتك بعد ما تفارقينا، أقصد تتجوزي، ومحصلش نصيب وقعدتي، واتفاجئت بالبنات لموا حاجتهم وهيلا
بيلا على أوضتك، هعمل لهم إيه يعني! حقهم برضو يوسعوا على نفسهم، والصراحة كده كبروا برضو ومبقاش ينفع يناموا مع الولاد فأوضة واحدة، ولا إيه يا بتاعت التربية! مش بتقولوا كده برضو!
هتفت سلمى متنهدة في استسلام وانهاك بالغ: طب هنام أنا فين دلوقت!