شحن هاتفه بمبلغ معقول يخوله الاتصال بها دوليا، فقد أكد عليها تشغيل خدمة التجوال، حتى يتسنى له الاطمئنان عليها عند وصولها، وها هو زوجها لا يجيب على اتصالاته أيضا، ما الذي يجري! ..
انتفض صبحي من خواطره، مندفعا باتجاه باب شقته، الذي فُتح اللحظة، وظهرت على أعتابه خيرية، وهي تزفر
في ضيق، دافعة عنها حملها من مشتريات، خالعة غطاء رأسها في نفاذ صبر، والتي انتفضت في ذعر عندما وجدته خارجا من حجرتهما، مندفعا بهذا الشكل الهجومي نحوها: أعوذ بالله، مش تقول أحم يا راجل، خضتني.
هتف صبحي متسائلا، في نبرة هادئة تحمل تهديدا مبطنا، وهو يظهر الهاتف أمام ناظريها: تليفون سلامات بيعمل إيه وسط هدومك يا خيرية!
اضطربت للحظة، لكنها استطاعت السيطرة على اضطرابها في احترافية، هاتفة في نبرة مزجتها بالعتب، وهي تضرب على رأسها في لوم: يخيبك يا بت يا خيرية! أنا إزاي نسيت أقولك حاجة زي دي! بس أعمل إيه فعيالك، كلوا دماغي ومبقاش فيا عقل.
زعق صبحي، مكبلا عضد خيرية بكف من حديد، يهزها في حنق، متسائلا من جديد: اخلصي، موبيل سلامات بيعمل
إيه عندك! ومش معاها ليه من أساسه!
أكدت خيرية بنبرة مهادنة: والله هقولك حاضر، أصل سلامات ربنا يرجعها بالسلامة، اديتني تليفونها وهي نازلة ع المطار، وقالت لي اديهولك، عشان هي عارفة إنك أنت اللي دفعت فلوس تذكرة الطيارة، ومحبتش تكلفك يعني،