كف الشيخ، الذي لم تتبين ملامحه من موضعها، حيث توقفت على أعتاب الحجرة، حتى يأذن لها رب عملها بالدخول.
كان يهامس والده، الذي هز رأسه موافقا، ليأمرها أيوب في نبرة رزينة: قربي يا آنسة.
اقتربت في وجل، لتظهر في مجال رؤية الوالد، الذي ما أن وقعت ناظره عليها، إلا وتطلع نحوها بنظرة مشدوهة، لم
تعرف لها تفسيرا، وأيوب يعرفه بها: الآنسة سلامات، معلمة ساجد الجديدة.
اقتربت سلمى في تأدب، وانحنت مقبلة ظاهر كف الشيخ في ود فطري، فقد ذكرها محياه بوالدها رحمه الله، هامسة في محبة: طولة العمر لك يا عم الحج.
ربت الشيخ على رأسها في ود، هامسا بنبرة متحشرجة تأثرا: أنتِ مصرية!
هزت رأسها مؤكدة، ليستطرد هامسا: والله مبين من لحظة ما هليتي عليّ، هلت معكِ روائح الغاليين، يا هلا بكِ.
هتف أيوب مفسرا لسلمى: الوالد عاش بمصر لفترة، ودرس هناك.
هزت سلمى رأسها في فرحة، ليهتف الوالد في محبة: إذا بتنتهي مع ساجد، ربنا يجعل شفاه على يديكِ بإذنه، بتمنى نستأنس وياكِ وأحكي لي كتير عن مصر، والله هلتك يا بنتي ردت لي روحي.
ابتسمت سلمى ودمعت عيناها لتقدير الشيخ، الذي قالت له في سعادة: ده أنا هحكي لك عن كل اللي تحبه، بس يا رب أنت اللي متصدعش مني، أصل أنا رغاية.
قهقه الشيخ في سرور، مؤكدا: لا ما تخافي، والله ب حكيك يطول العمر.