الحمام، واليوم ها هي تنعم بحجرة خاصة، وحمام خاص، وفراش يكفي لعائلة كاملة، ابتسمت في امتنان، ونهضت لتجهيز نفسها من أجل الانضمام إلى مائدة الطعام، واللحاق به فالموعد المحدد، فلا قبل لها على البقاء دون طعام، إذا ما فاتها موعده الصارم.
***************
كانت تهرول في محاولة للوصول إلى المطبخ في ميعاد تقديم العشاء المنصوص عليه، كانت قد وصلت في موعد الغذاء فالموعد المحدد وقبل أن يجلس هو على المائدة بدقيقة، أما الآن، فقد تأخرت بالفعل، وكادت أن تتعثر على الدرج لشدة هرولتها، لكنها للأسف مرت من أمامه، وقد جلس على المائدة منذ دقائق، وقد شرع بالفعل، في تناول الطبق الأول، رفع عيونه بنظره حانقة، جعلتها تسرع الخطى نحو المطبخ، هاربة من نظرته المطولة تلك، والتي
شعرت أنها تحمل حنقا غير مبرر على تأخر ما تعدى السبع دقائق في مؤشر الساعة البندولية القيمة، التي يشير فيها عقرب الدقائق اللحظة على المؤشر الثاني بعد الرقم واحد، وعقرب الساعات على الثامنة.
زفرت في راحة، ما أن وصلت أرض المطبخ بسلام، لتجد نفيسة وسعدون يضعون على المائدة التي تتوسط
المطبخ، آخر الأطباق للبدء في عشائهم، انضمت إليهم في هدوء، هامسة وكأنها تخبرهما سرا: هي الخنقة دي انتوا عايشين فيها بقى لكم أد إيه!
ابتسم سعدون مؤكدا: أنا بقالي سنين طويلة، مش فاكرها أصلا، أنا مولود في قصر الباشا الكبير.