جينيس، ده أنا أطول مدة قطعت فيها الزاد، كان صيام رمضان، غير كده الأكل عندي كل ساعتين، مش كل يومين، معجزة بكل المقاييس.
لم يستطع سعدون إمساك ضحكاته هذه المرة، بينما تطلع أيوب نحوها في صدمة.. استفاق منها سريعا، وسعدون يتطلع نحو ساعة الحائط التي أعلنت لتوها التاسعة صباحاً.
أشار أيوب أمرا سعدون: قول لدادة نفيسة تحضر فطار متأخر للآنسة.
هز سعدون رأسه في طاعة، وغادر غرفة المكتب في خطوات منتظمة، لتتعجب أن علاقة سعدون بأيوب لا تتعد علاقة صاحب عمل بمرؤوسه، رغم أن الأمر فالبداية كان يبدو لها عكس ذلك.
تنبهت عندما هتف أيوب محذرا: الفيلا هنا لها نظام وقواعد صارمة، أرجو إن ميكنش فيه مخالفة لأي قاعدة لأني بكره المبررات، ومش هسمح بها من أساسه، نفيسة مدبرة الأعمال بالمشاركة مع سعدون، ولسه هعرفك ع الوالد ربنا يطول بعمره، وطبعا ساجد، سبب وجودك هنا، واللي هتكوني برفقته معظم الوقت.
هزت رأسها بالإيجاب، فلا حيلة لها إلا الموافقة، فكل ما كان يعنيها اللحظة، هو تأمين سقف يأويها، وهي في ذاك البلد الغريب الذي لا تعرف فيه أحد غير زوجها المزعوم، الذي لا تعرف أين يكون اللحظة، وهذا الرجل العجيب الذي
فتح لها أبواب بيته، متأملا منها معالجة طفلا، استنتجت أنه ولده.
نهض من خلف مكتبه، بعد أن أودع أوراقها أحد الأدراج، فانتفضت واقفة بدورها، وما أن خرج من الحجرة، حتى تبعته في صمت، أشار لها لتتجه نحو ردهة ما، قبل أن يستكمل هو سيره نحو الخارج.