مرت السيارة خلال طريق متوسط الاتساع معبد بالأحجار الملونة، حتى وصلت للجراج الخاص بها، والذي استقرت به بعد أن فُتح بابه تلقائيا، هبط أيوب ومن بعده رفيقه المدعو سعدون، فلم يكن منها إلا الترجل من السيارة لتتبعهما في اضطراب، عَلا نباح هزاع في قوة، ما جعل سلمى تقفز من موضعها في فزع، مستترة خلف سعدون،
الذي ابتسم في هدوء مطمئنا إياها: متخافيش! ده كلب أيوب بيه.
هتفت سلمى في سخرية: ده كلب! ده أسد حضرتك.
اتسعت ابتسامة سعدون مؤكدا: لا كلب، بس من فصيلة ضخمة شوية، معلش هو عشان أنتِ لسه غريبة عنه، نبح
عليكِ، لكن أكيد لما يطمن لوجودك، هتبقوا أصحاب.
هتفت سلمى ساخرة: أصحاب! طب والأخ اسمه إيه بقى! نحب نتعرف.
ابتسم سعدون هاتفا: الأخ اسمه هزاع.
أكدت سلمى ساخرة: هزاع! سبحان الله، لايق عليه فزاع أكتر..
نبح هزاع من جديد، كأنه لم يتقبل عبثها باسمه، ما دفعها لتتقهقر خطوتين للخلف، هاتفة في الكلب: خلاص يا عم متزعلش، هزاع هزاع، بس والنعمة فزاع أحلى، فكر أنت بس فالموضوع، وإن شاء الله خير.
قهقه سعدون لأفعالها مع هزاع، الذي ظل نباحه عاليا حتى بعدما تحركا للداخل، تنبه سعدون لنداء أيوب، فأمر سلمى أن تتبعه، والتي سارت خلفه بقلب وجل، تخطو داخل فيلا أيوب النورسي، لا علم لها، هل كان قدومها إلى هنا