الموضوع بركن خفي، داخل أحد الأركان بقلب مكتبة الكتب الضخمة، التي تحتل ثلاثة حوائط من الغرفة المتوسطة الاتساع، متناولا جهاز التحكم عن بعد، ورواية من أحد الرفوف، سائرا صوب كرسيه الجلدي الثمين، متمددا عليه في أريحية، ضاغطا زر التحكم عن بعد، لتصدح الموسيقى الكلاسيكية بجو الغرفة، وهو يحمل فنجال شايه، يرتشف منه في انسجام تام مع النغمات الشجية، وقد شرع في فتح أولى صفحات روايته.
**********
تطلع صبحي لشاشة الجوال في تعجب، إنها المرة الثالثة على التوالي التي يدق فيها على هاتف مجدي زوج سلمى بلا رد، ما الذي يحدث بالضبط!.. أليس من المفترض، ومن باب الذوق، أن يتصل زوجها ليخبره عن وصولها سالمة لداره!
زفر في ضيق، وهي يدفع عنه الهاتف بعيدا، ما دفع خيرية لتهتف في حنق: حصل إيه لكل ده! ما خلاص راحت لجوزها وارتحنا، كل ده عشان متصلش يطمنك إنها وصلت!
وغيرت نبرة صوتها في دهاء، هامسة في غنج مصطنع: إيه يا سيدي! عريس وفرحان بعروسته، ومش فاضين لا لك
ولا لحد، عادي يعني، تلاقيهم غرقانين فالعسل.
وامسكت بكفه في دلال، جاذبة إياه من موضعه، لينهض سائرا خلفها بلا حول ولا قوة، وهي تدفعه لداخل حجرتهما، لتدخل خلفه مؤكدة: سبهم بقى على راحتهم، مترنش عليهم تاني لحسن جوزها يزعل، وخلينا إحنا كمان على راحتنا بقى بعد ما فضي علينا البيت.