تضرعت داخلها من أجل الخلاص من مأذقها، منبوذة بلا صاحب أو سند في هذه البلاد البعيدة، لا قدرة لديها على العودة أدراجها، ولا تعلم لزوجها موضعا أو عنوانا، كيف فاتتها معرفة مثل هذه التفاصيل! لقد اعتمدت عليه بشكل كلي، اورثها ذاك الوضع الحرج، فلو كانت تعرف له عنوانا حتى، لكانت قد استقلت أي سيارة أجرة لتصل إليه، مخلصة نفسها من هذا الموقف الذي لا تحسد عليه البته.
جاءت استجابة دعواتها سريعا، عندما اندفع الطفل ملبيا نداء والدته، التي كانت تستقبل شخص ما، عائدا لتوه من الخارج، ما دفع الطفل لترك الشطيرة بالقرب من سلمى، مندفعا نحو الوافد الجديد في سعادة، وأخيرا هرول الجميع لخارج صالة الوصول، والطفل محمولا على كتفي أحدهم، مشيرا إليها مودعا في مودة، ما دفعها لتناول بقايا الشطيرة المتروكة جانبا في لهفة، شارعة في التهامها بنهم حقيقي، حتى أتت عليها في لحظات، تنهدت في
رواية من يطرق باب القلب كاملة جميع الفصول
راحة وقد اسكتت بعض من اعتراضات معدتها الثائرة، ملقية بكيس الشطيرة الورقي في سلة المهملات جوارها، جاذبة زجاجة المياه التي كانت بحوزتها، تعب بعضها، تنبهت إلى صوت أذان العشاء القادم من جوال أحدهم، فنهضت في اتجاه الحمام أولا، ثم عادت أدراجها صوب تلك المصلى التي اكتشفت وجودها في ركن ما، عندما سألت إحدى العاملات عن مكان مخصص للصلاة، فدلتها عليها.
دخلت المصلى بقلب وجل، يحدوها الأمل لانفراج الغمة، وانتهاء أزمتها، والخروج من هذه الصالة التي بدأت تضيق بها، لعالم رحب، تأمل فيه بعض من راحة ودعة.
أنهت صلاتها، وجلست بعض الوقت للدعاء، وقررت المبيت في المصلى، لكن جال بخاطرها، أن زوجها قد يأتي في أي وقت، ولا يجدها في قاعة الوصول، فنهضت في اتجاه مقعدها المنزوي نوعا ما، والذي لحسن الحظ لم يشغله أحدهم، لتحتله مخرجة الرواية التي كانت تقرأها،