أشارت لمبنى ما على الطريق، ما أن دخلوا للمدينة، هاتفة بلهجة رسمية: دار الأيتام دي، بفكر اعمل لهم حفلة فالفيلا، عشان اعود ساجد على التواجد في مجموعات، وإزاي يتكيف اجتماعيا مع وسط فيه أطفال من سنه، ايه رأي حضرتك!
أمرها بالتوقف قرب الدار، فعلت دون أن تدرك إلى ماذا يرمي! دخل وغاب لبعض الوقت، ثم عاد مؤكدا مع ابتسامة
دافئة، كادت أن تدفع الدموع لعينيها: اعتبري الأمر منتهي، اتفقت مع مديرة الدار على استقبال الأولاد، ليوم فالفيلا، تحت اشرافك!
هزت رأسها ولم تعقب، لكن الشيخ هتف مازحا في تخابث: والله أصبحت طلباتك أوامر.. وانتظر برهة قبل أن يكمل.. هنيالك يا ساجد..
استشعرت الحرج، وتنفست الصعداء ما أن فتح مالو البوابة مرحبا في حماس، دخلت السيارة لموضعها بالجراج، ليترجل منها الجميع، اندفعت حاملة ساجد، مندفعة به للداخل، متعللة أن عليها تجهيزه للعشاء والنوم.
تأكد أيوب أن والده وصل غرفته واستقر بها في راحة، ليلجأ لحجرة مكتبه، يحاول أن يرتب أفكاره، طاردا اضطرابه
ما أن يفكر أنه يواجهها بحقيقة مشاعره تجاهها، لا علم لها بما قد يكون عليه ردها! .. هو يستشعر منها قبولا، لكن أقصى، وأقسى ما يخشاه، هو كونه واهم، وأنها لا تبادله مشاعره بالمقابل..
وضعت ساجد بفراشه، وظلت جواره، كأنها تحتمي بوجوده من نفسها، وايقنت أن لحظة الحقيقة حانت، وأنها لن تبيت ليلة آخرى، وهي تموت وتحيا، على أمل اخباره بسرها، وليكن ما يكون بعدها، تشجعت، ودفعت نفسها دفعا