صوت نفير العربة الفارهة، الذي تردد عدة مرات، كان كفيلا بدفع البواب الهندي إلى القفز من موضعه، والاندفاع نحو بوابة الفيلا، ليجذب إحدى ضلفتيها الواسعتين، مفسحا المجال للعربة حتى تمر للداخل نحو باب الجراج، الذي فُتح أوتوماتيكيا، ما أن اقتربت السيارة منه، ترجل منها أيوب النورسي، دافعا بمفتاح السيارة نحو البواب، سائرا في تؤدة نحو باب الفيلا الداخلي، ليتوقف للحظة متطلعا نحو هذا الذي ظل ينبح في استماتة لجذب انتباهه،
ابتسم أيوب سائرا نحو ذاك الوحش الضخم المتحفز، والذي من المفترض أنه كلب من فصيلة شيبرد، وقد تحول فجأة لحمل وديع، أخذ فالتمسح بأيوب في شوق، يقفز دافعا أقدامه لتطال كتفي صاحبه في محبة، وهو يلهث في عجالة، هازا ذيله الرفيع في حماسة، ربت أيوب على رأس كلبه الضخمة، أمرا في وداعة: يا هلا يا هزاع، اهدا ولينا
فسحة سوا.
هدأت حماسة الكلب بالفعل، وكأنما قد وعى مقصد أيوب فقرر البقاء مستكينا، حتى لا يُحرم من الخروج برفقة صاحبه ورفيقه المفضل.
ترك أيوب كلبه الذي جلس القرفصاء في وداعة، مخالفة تماما لمظهره الشرس، واندفع يخطو للداخل، مناديا على مساعده الخاص: يا سعدون، سعدون!
اندفعت نفيسة، مدبرة المنزل متوسطة العمر من الردهة المفضية للمطبخ، هاتفة به في ترحاب: حمدا لله على