تطلعت بحنق نحو ظهر ذاك الذي قذف بالكتاب، وكأنه لاعب كرة سلة محترف، مصيبا الهدف في سلاسة، يبتعد متبخترا بانتصاره، بزيه الرسمي ذاك، وحقيبته الأنيقة خلفه، مشفقة على الكتاب ذي الغلاف القيم، تطلعت نحو كتابها الهزيل، الذي كانت قد أخرجته بالفعل، والذي يحمل غلافا باهتا، وبقعة ما بأحد أركانه، ما دفعها لتركه جانبا بالقرب منها، تتطلع نحو غلاف الرواية الزاهي الذي جذب أنظارها، مدت كفها في تردد تتناول الكتاب، لتقرأ عنوانه
في تمهل..
“احذر، من يطرق باب القلب!”
هتفت ساخرة كعادتها: إيه يا عم ما بالراحة، حصلنا الرعب، وبعدين تحذير حضرتك جه متأخر والله.
فتحت أولى الصفحات، وقرأت:
“لن ينل الحب إلا من منكريه، ولا يصاب بسهم العشق إلا غافل..
توقفت عن القراءة، تضحك في أريحية، ساخرة من نفسها كالعادة: مش بقولك جيت متأخر، هو أنا مقلتلكش! مش أنا باب قلبي خلعوه وباعوه الديانة، ياللاه يعني كان باب زويلة! أحسن .. أهو كان كل ما يتوارب حتى، يترزع فوشي حتة رزعة، ربنا ما يوريك، آه والله.
فتحت أولي الصفحات، وبدأت في قراءة المقدمة..
قال شكسبير.. لا تفتح بابا يؤذيك ولو كان الطارق شخصا تحبه..
لتهتف متنهدة: الأخ شكسبير مرة واحدة! شكلها رواية حلوة.. رماها ليه الأخ العجيب ده! ياللاه أهي طلعت من رزقنا.. خلينا نقرأ مورناش غير كده لحد ما يجي الفرج، أين أنت يا فرج!
هتفت بندائها الأخير، في نبرة مرحة، قبل أن تشرع بالقراءة، متناسية ما هي فيه، لعل الفرج بالطريق!
*****************
يتبع….