بالسيارة، وبنروح.
مدت سلمى كفها للشيخ بكوب العصير، هاتفة: اتفقنا، أشرب العصير بقى، وحاول تنام شوية، وأنا هخليك تطمن عليه لما تصحى.
تناول الشيخ العصير، يتجرعه في استمتاع بعد أن اطمئن باله على حال أيوب.
*****************
اتفق كل من سلمى وسعدون على التناوب في البقاء جوار أيوب، تركها سعدون تنال قسطا من النوم، لأنها لم تغفل حرفيا منذ البارحة، لا يعلم أن جفونها لم تذق طعم النعاس منذ ما جرى لأيوب، زاد عليه حكايتها مع مجدي ووفاته، الله وحده يعلم كم تحتاج لنعاس طويل بلا قلق أو ازعاج، تفصل فيه قابس عقلها المجهد، عن كل أحداث العالم.
شكرت لسعدون ونفيسة إدراكهما لحاجتها، فلم يوقظها أحدهما، حتى نالت كل كفايتها من النوم، سارت على طول
الردهة، في اتجاه غرفة أيوب، التي كانت مرتها الأولى في الاقتراب منها، حين حُمل إليها في ساعة متقدمة من نهار اليوم، كانت غرفته بآخر هذه الردهة، تكاد تكون منفصلة عن باقي الغرف، لها مدخل خاص، لا يفضي للغرفة
نفسها، بل لرواق متوسط الاتساع، منه يمكن الوصول للغرفة، كان جناحا خاصا بمعنى أدق.
بادرها سعدون، حين وعى لوصولها: فاق لدقيقتين وراح بعدها فالنوم تاني، الظاهر الدوا اللي كتبه الدكتور بينيم!
هزت سلمى رأسها متفهمة، وهتفت به: انزل بقى أنت اتغدى، وارتاح شوية، وأنا هاخد الشفت بتاعي.