وضعت حملها قبالته، ومالت تلثم ظاهر كفه، متطلعة نحوه في سعادة، وهي تهمس: قد جعلها ربي حقا يا شيخنا.
دمعت عينى الرجل، وكأنما أيقن ما كانت ترمي إليه سلمى، هاتفا في حماس: أيوب عاد بالسلامة، قولي يا بنتي، بحق رجع!
هزت سلمى رأسها تأكيدا، وربتت على كفه مطمئنة من جديد، هاتفة: والله رجع، ونايم في اوضته، بس طبعا تعبان
شوية، لكن الدكتور قال إنه هيكون بخير.
هتف الشيخ مذعورا: الطبيب كان هنا، وأنا ما أدري! قولي الصدق، هو بخير يا بنتي!
أكدت سلمى من جديد بنبرة صادقة: والله بخير، بس طبعا التجربة مكنتش سهلة، والدكتور قال لازم له راحة وبعد عن أي توتر، و..
قاطعها الشيخ هقترحا: يبقى ما في إلا الذهاب لبيت اللؤلؤ..
هتفت سلمى مازحة: ايه بيت اللؤلؤ ده يا شيخنا! بنقولك الراجل تعبان ورجله متصابة، تقولي نوديه الملاهي!
قهقه الشيخ هاتفا: ايش ملاهي! .. هاد بيتنا الكائن على البحر.
هتفت سلمى في فرحة طفلة: انتوا عندكم بيت ع البحر! .. وسايبنا هنا فالتكييف شبه الفراخ المجمدة يا شيخ! كان فين ده من بدري يا طويل العمر!
علت ضحكات الشيخ، مؤكدا: يتحسن أيوب، ويصير قادر على السفرة، لأنه يبعد عن المدينة، مقدار الساعة