وصدى العصا التي سقطت أرضا جوارهما ما زال مدويا، ليهمس في نبرة متقطعة الأحرف، وهو يرفع رأسه عن نحرها، متطلعا في نظرة تحمل شوق الدنيا: أنا دلوقت بس، بقيت بخير.
شهقت باكية في لوعة، حين تراخت رأسه على نحرها من جديد، وهي ترفع رأسها للسماء، شاكرة ممتنة..
يتبع….
خرج الطبيب من غرفة أيوب التي نقلها إليه مالو وسعدون، كتب وصفته في رزانة، وناولها سعدون الذي كان يقف اللحظة، بصحبة سلمى ونفيسة، مؤكدا: عليه تناول دواءه بمواعيده، وفيما يخص إصابة قدمه، لابد من التغيير على
الجروح وأخذ الحقن المنصوص عليها، وأؤكد.. إبعاده عن كل ما يخص الطائرة من أخبار، أو أي أخبار سيئة آخرى من شأنها إثارة توتر أعصابه، الرجاء العمل على احاطته بكل الهدوء والسكينة، فالتجربة التي مر بها لم تكن هينة أبدا.. وحمدا لله على سلامته ..
غادر الطبيب، وتطلع سعدون لأيوب من خلف فرجة الباب الموارب، فوجده قد غط في سبات عميق، فأغلق الباب، ودعاهن للأسفل، كانت الساعة قاربت السادسة صباحا، ولم يكن قد نام أحدهم تقريبا، ما دفع سعدون ليهتف
مطالبا نفيسة: فجان دبل من القهوة المركزة يا نفيسة، عشان أعرف أعدل راسي، أخيرا اطمنا عليه، الحمد لله إنه بخير، ده كل الاحداث حصلت بعد ما مشيت من المطار، ده ربنا كتب له عمر جديد.
شهقت نفيسة، وتساءلت سلمى: ليه، ايه اللي حصل!
أكد سعدون، وهو يمسح على وجهه: الأخبار اهي كلها ع النت، قاعدة تزيع حكايات كتير، وبيقولوا لولاه، كان الأرهابيين، قتلوا ركاب الطيارة واحد ورا التاني، دول حتى قتلوا المساعد بتاعه اللي بيشتغل معاه من مدة، قصاد عينه.