زاد نباح هزاع على غير العادة، تنهدت راغبة في بعض الهدوء، فنهضت لتنهره من نافذة حجرتها، حتى لا يوقظ صوته نباحه، ساجد من نومه مذعورا، أو حتى يقلق منام الشيخ، ومن بالفيلا، فالكل متعب، وفي حاجة لراحة بلا قلق أو منغصات، طلت من النافذة، وما زال النباح على أشده، لتبصر سلمى أنوار عربة تقترب من بوابة الفيلا، لا
تعرف لم دق قلبها بهذه السرعة، واندفعت بلا هدف كالمجنونة لتهيط الدرج مهرولة، تكاد تتعثر مرة بعد مرة، لكن هاتف داخلي عجيب، يدفعها دفعا لتلبية نداء مجهول لا تعرف مصدره، خرجت للحديقة، لتجد هزاع قد حل وثاقه، لا تعرف كيف استطاع ذلك، لم تعبء به، وظلت تركض صوب البوابة الحديدية، التي لحسن الحظ كانت تحفظ أرقامها السرية، ضغطتها في كف مرتجفة، لتنفرج البوابة في بطء، في نفس اللحظة التي فُتح فيها باب السيارة
في بطء مماثل، ليهبط منها أيوب مستندا على عصا وقف متسمرا للحظة، ثم بدأ في التحرك صوبها في هوادة، وقد تحركت السيارة مغادرة بدورها، تسمرت سلمى موضعها لا قبل لها على التحرك قيد أنملة، تتطلع صوبه بعدم تصديق أنه هنا، يتحرك صوبها في خطوات وئيدة، حتى أصبح لا يفصل بينهما إلا خطوة، رفع رأسه المنهك تجاهها،
مبتسما في وهن، لتهمس هي أخيرا، بأول كلمة جالت بخاطرها: إزيك!
تحرك محاولا التماسك، لكن أقدامه خذلته، ليسقط بين ذراعيها، وتسقط معه بالتبعية، بفعل ثقل جسده، ونباح هزاع الحماسي الفرح، ينتشر بالأجواء، لتصرخ في هزاع أمرة: روح نادي مالو، وسعدون، ياللاه بسرعة.
اندفع هزاع منفذا في عجالة، ورأس أيوب مسندا على كتفها، وقد انخلع كابه الرسمي عن هامته متدحرجا بقربهما،