أكدت سلمى: أنا هنزل اقعد معاه شوية، بس بعد ما انيم ساجد.
أكدت نفيسة: لا متشيليش هم ساجد، أنا حميته، ودخلته نام من شوية.
هزت سلمى رأسها مبتسمة في امتنان، وقد نهضت لتنضم للشيخ، الذي ما أن هلت عليه، حتى انفرجت أساريره، هاتفا في بشر: وينك يا وش الخير! تعالي..
تقدمت تجلس قبالته، هاتفة في نبرة هادئة على غير العادة: خير يا شيخ! في خبر عن أيوب بيه!
هز رأسه نافيا، لكنه هتف في ثقة: بس أيوب راجع، على خير.
تطلعت إليه في اضطراب، هل الشيخ على ما يرام! لم تفصح عن قلقها، بل ابتسمت في محاولة لمداراة توترها، ليستطرد هو: شفته فالرؤية البارحة، وأنتِ معه.
هتفت في تعجب: أنا!
أكد الشيخ باسما: ايوه، والله كان أيوب واقع في جب عميق، ينادي وما في حداً بيسمعه، إلا أنتِ، سمعتي استغاثاته، وقربتي من حافة الجب، ودفعتي له بحبل عجيب، مجدول من لؤلؤ وشوك..
قاطعته متسائلة في تعجب: شوك!
هز رأسه مؤكدا، ثم استطرد: كان كل ما يمسك بالحبل، يطلع لما يمسك بجزء اللؤلؤ، ويتوجع ويهبط لما يمسك بجزء الأشواك، ظل على حاله، وأنتِ تدعميه مشجعة بالأعلى، حتى كان آخر ما أمسك به هو يدكِ، التي جذبته من قلب الجب، سالما معافى.
ساد الصمت، لتهتف سلمى أخيرا، بصوت متحشرج تأثرا: ربنا يرجعه بالسلامة.