مر يومان، لا جديد في وضع أيوب، لكن صبحي ما تركها، كان يتصل بها يوميا، حتى يطمئن عليها، واليوم لم يكن استثناءا، فها هو يدق على الهاتف من جديد، لتجيب هاتفة بنبرة واهنة: أيوه يا صبحي!
هتف صبحي يحاول أن يطمئنها: أنتِ أحسن دلوقت! يا رب تكوني بخير، متخافيش يا بت، أخوكِ فضهرك، أنا بدور
على تذكرة وجايلك، بس مفيش حجز إلا بعد أسبوع.
هتفت سلمى، هاتفة: مفيش داعي يا صبحي، صدقني أنا بقيت كويسة، وبعدين مش هينفع أرجع دلوقت، في
ظروف ملخبطة هنا، مع الناس اللي بشتغل عندهم، مينفعش اجي اقولهم همشي، واسيب لهم الدنيا ملخبطة، أول ما الدنيا تظبط، أنا أكيد هرجع يا صبحي، معدش ينفع قعدتي هنا خلاص.
هتف صبحي مستفهما: يعني إيه! محجزش!
أكدت سلمى: آه يا صبحي متحجزش، وفر الفلوس لعلاج ابنك، وأنا جاية، بس تظبط الأمور هنا، وهقولك، تمام!
همس صبحي مؤيدا، وهو ينهي المكالمة، لتترك الهاتف جانبا.
طرقات على بابها، ما كانت إلا لنفيسة، التي طلت برأسها هاتفة: عاملة إيه النهاردة!
همست سلمى: الحمد لله.
استرسلت نفيسة: الشيخ كان قلقان عليكِ، معدتيش عليه زي كل يوم، وهو اللي بعتني اطمن.