القلق يعربد في قلبها، لا تدرك ما القادم! ولا غفلة للعين في ظل ذاك التوتر الذي تعيشه، كان النوم فيما سبق سلواها عندما يضيق الحال، وتتأزم الأمور بينها وبين خيرية في بيت أخيها، أما اللحظة، فلا مهرب تلجأ إليه من وجعها وضيقها إلا مصلاها، فحتى ساعات النوم التي كانت تتعاطاها فالماضي رغبة فالهرب من ظروفها، ما من
سبيل لها اليوم، ولا قدرة لها على استحضار النعاس حتى لأجفانها.
نهضت متنهدة في قلة حيلة، توضأت، وصلت ما قدر لها أن تصل من ركعات، لعلها تزيح بعض من سخائم الحزن المطلة على سماء حياتها، وتعيد البسمة من جديد، نزلت للطابق السفلي، تتطلع لأركان الفيلا في ظل صمتها
الموجع، وكأن كل ركن فيها، يبكي غياب صاحبها، تسير بلا هدف، والجميع نيام، لكن من أين لعيونها ببعض لحظات من غفوة، تفصلها عن العالم بكل مآسيه!
تقضي النهار بطوله بصحبة ساجد، وبعضه مع الشيخ، والليل يسلمها السهد والحزن لساعات من الدموع، ولا يد تربت على كتف القلب المنهك، أو كلمات تطيب الأوجاع التي تركت الروح مهترئة.
****************