هتفت سلمى في وجع، كأنها لم تسمعه: أختك مبقاش في لقب مخدتهوش يا صبحي، الأول عانس عشان مفيش راجل راضي بها، وبعدين مطلقة عشان معجبتش، وأخيرا أرملة وهي مش دريانة وعرفت بالصدفة، شفت حظ أختك يا صبحي!
شهق صبحي باكيا من جديد: أنا جايلك يا سلمى، هااا، أهدي ووحدي الله، وأنا جاي ومش هسيبك، وحدي الله يا
حبيبتي.
همست سلمى بلا وعي: لا إله إلا الله.
أنهت المكالمة، تتطلع للفراغ قبالتها، لا قدرة لها على استيعاب كل ما يحدث حولها، وكأن عقلها قد توقف فجأة عن العمل.
*****************
خر جبل تحملها صعقا، وما عاد لديها القدرة على مواجهة كل ما يحدث، باءت كل محاولتها فالتماسك بالفشل، لتسقط أسيرة الحزن، مغلقة عليها باب حجرتها، لا رغبة لها في مواجهة العالم الخارجي الدنيء بكل تحدياته، لا
رغبة .. ولا قدرة.. وما عاد هناك إرادة لتفعل..
تتذكر وصية أيوب الغائب الحاضر، فتدفع نفسها دفعا لتقوم على خدمة أبيه وولده، لكن ما حدث من مجدي وله، يعيد لها الرغبة في الانعزال، لتتجرع كأس حزنها وحيدة.