هتف صبحي من بين دموعه التي كان يحاول كبتها: أيوه! فضلت أرن على رقمه المقفول زي ما وعدتك، لحد ما فجأة فمرة لقيت التليفون اتفتح وبيرن، ولقيت واحدة فضلت تصرخ فيا وهي بتبكي، وكانت فاكرة إن اللي بيرن أنتِ، قالت لي إن اللي كنتي جياله مات بعد ما اترمى فالمستشفى الفترة اللي فاتت دي كلها، نتيجة الحادثة اللي
حصلت له، وهو راجع من المطار.
لم تنزل دمعة واحدة من عين سلمى، وساد الصمت بينها وبين أخيها، الذي علت شهقات بكائه التي ما عاد قادرا على كتمانها، ليهتف مستطردا: هي قالت لي، لما عرفت أن أنا اللي على التليفون مش أنتِ زي ما كانت فاكرة، قول لأختك إن أخويا طلقها لما شافها فالمطار ومعجبتهوش، وهي ملهاش عندنا أي حقوق، وخليها تبعد عننا
ومتحاولش تدور علينا، كفاية اللي حصل من تحت راسها، وأخويا راح فيها.
همست سلمى من جديد، كأنها ما زالت تحاول استيعاب الصدمة: يعني مجدي مات! يعني أنا بقيت أرملة حتى من قبل ما أدخل دنيا، ومن قبلها طلقني، عشان معجبتوش لما شافني!
بكي صبحي على حال أخته، ولم يعقب إلا بعد لحظات من الصمت الثقيل بينهما: وحدي الله يا سلمى، أنا جاي أخدك، معدش ينفع تقعدي عندك خلاص.