في هدوء، لتجلس قبالة مكتبه حيث أشار، إلى أن أنهى مكالمته التليفونية، فسألته في قلق: إيه أخبار مجدي يا دكتور!
تنهد في اشفاق، هاتفا في تعاطف: مش عارف أقول لك إيه! حالة مريضنا لا تتحسن، قربنا على ٣ شهور، ولا تقدم في مؤشرات الحالة، و..
ساد الصمت، لتعاجله متسائلة: وايه!
أكد الطبيب: وربك كبير.
قالها الطبيب بلهجة عرفت منها أن لا أمل في الشفاء، وأنها مسألة وقت حتى يعلنوا النبأ الحزين، نهضت من موضعها مهرولة باتجاه حجرة مجدي، تتطلع من جديد لذاك الغائب بلا رجعة، جسد ميت على أجهزة تبثه الحياة
عنوة، قد يعلنوا خلعها عن جسده في أي لحظة، ليوضع اسمه في قوائم المغادرين لهذا العالم، انفجرت باكية، تنعي عزيزها الراحل، قبل رحيل فعلي يؤجله الأطباء شفقة بها، وكل منهم يعلم أن لا أمل هناك من الأساس.
*****************
قضت النهار بطوله مع ساجد بالحديقة، تحاول التشاغل عن كل خواطرها وقلقها المتزايد، مع كل يوم يمر، ولا جديد يذكر فيما يخص أيوب، كانت ترهق نفسها جسديا، لعل هذا يكون الدافع لعقلها أن يتوقف عن العمل قليلا، ما يتح لها الفرصة لجعلها تسقط في نوم عميق بلا قرار، ينسيها بعض همها، ويعطيها فاصلا من اللاشيء، حتى