كان هذا كثير على قلبها لتحمله، كتمت رغبة عارمة فالبكاء، لا ليس بكاءً بالمعنى الحرفي، بل دموع امتنان، وهي تمد كفها ليد الشيخ، ملثمة ظاهرها في محبة وود، ليربت بدوره على قمة رأسها المنكسة صوب كفه، تحاول التماسك
رواية من يطرق باب القلب كاملة جميع الفصول
قدر استطاعتها، باذلة جهدا خرافيا، حتى لا تظهر دموعها مع كل هذا الفيض الحاني من المحبة، الذي افتقدته منذ زمن بعيد، تركت كف الشيخ، ومدت كفها لطبق الحساء، تحرك فيه الملعقة الفضية ليبرد قليلا، هاتفة في مزاح: هناكل الشوربة الجامدة دي، عشان ناخد الدوا ونرتاح، ياللاه همم يا جمل.. رفعت الملعقة باتجاه فم الشيخ،
متسائلة في مزح: جمل ايه! انتوا بتقولوا عليه إيه هنا! ايووون… هممم يا بعير، ل وين الطيارة بطير!
قهقه الشيخ لأفعالها، وبدأ في تناول طعامه أخيرا، يتساءل ما بين الحين والآخر: راح يرجع يا سلمى!
لتأكد له في ثقة: بيرجع يا شيخ، والله هيرجع.
*******************
كانت تقف أمام ذاك الحاجز الزجاجي في حسرة، لا جديد في حالة ذاك المسجى، ظهرت إحدى الممرضات أمامها، فاستوفتها هامسة لها: الطبيب المعالج موجود لو سمحتي.
هزت الممرضة رأسها في إيجاب، لتتبعها في اضطراب، وما أن وصلت لغرفة الطبيب، حتى طرقت بابها، ودخلت