هل نطق اسمها للمرة الأولى بلا ألقاب!..
لا تعرف لما هذه الغصة الغريبة التي استقرت بحلقها، جعلتها غير قادرة على الرد إلا بهز رأسها بطريقة بلهاء، ورغم تجمع الدموع بمقلتيها، إلا أنها كانت عصية على النزول، ليهمس مستطردا، بنبرة ذوبت ثباتها تماما: وخلي بالك على نفسك.
اندفع مهرولا من أمامها، حتى قبل أن تهز رأسها في إيجاب أبله من جديد، تتطلع صوب موضع رحيله، متناه لمسامعها صوت سيارته المغادرة، لتهطل أخيرا دموعها بغزارة، وقد أيقنت أن عليها الرحيل عن هذه البلاد، في أقرب وقت ممكن.
صعدت لحجرتها، وما أن انفرج بابها، حتى طالعت عباءته معلقة على المشجب، لا تعلم لما احتفظت بها بلا وعي، ولم تعطها لنفيسة لترسلها للتنظيف!
مر الوقت بطيئا بعد رحيله، وكأن عقارب الساعة اصابها الشلل، حتى وعدها للشيخ بمصاحبته مساءً، لا قبل لها على تنفيذه، فقط العزلة هي كل ما تبغيه، لعلها تنظم الفوضى، وتعيد ترتيب أفكارها المبعثرة، لكنها انتفضت من
موضعها، مهرولة على الدرج في ذعر، حين تناهى لمسامعها صرخة ندت عن نفيسة، ببهو الفيلا، ترددت اصدائها في الأرجاء، هاتفة باسم أيوب في لوعة.
لتسقط هي على الدرجة الأخيرة من السلم، وقد ارتخت أقدامها لا قدرة لها على حمل جسدها، حين هتف الشيخ،