اتسعت ابتسامة نفيسة مؤكدة: لا يا أيوب بيه، بس آنسة سلمى قصدها، إنها مش من نوعية الأكل اللي حضرتك بتفضله.
أكد وهو يغادر المطبخ: لا هاكل منه، إيه المانع فالتجربة!
وضعت المائدة للغذاء، وهلّ الشيخ بصحبة أيوب، تطلع الشيخ لصحنه الذي كان به بعض الخضار المسلوق،
وبعض اللحم المشوي، ووقعت عيناه على المحشي، فهتف في فرحة: محشي!
كانت عيناه تبرق في سعادة، وكأنه طفل صغير عثر على لعبته الضائعة منذ زمن بعيد، هامسا بصوت متحشرج تأثرا: والله رجعتيني للذي مضى يا سلمى! ..
استشعرت سعادة الشيخ، وشجون حنينه، فربتت على ظاهر كفه المتغصنة، الموضوعة على سطح المائدة، هامسة في محبة: هتدوق بس، مش هنتقل، عشان ممنوع عنك الحاجات الدسمة.
ابتسم الشيخ مازحا: والله فيه الشفا، هاد من ريحة الحبايب.
قهقهت سلمى، هاتفة: والله لسه قايلة كده لدادة نفيسة، بس محدش مصدقني.
أكد الشيخ مقهقها: مغفلين!
بدأ الطعام، الذي كان أروع ما يكون، ليهتف الشيخ بعد عدة دقائق، متنهدا في استمتاع: ايش هاد!..
أجابت سلمى مازحة: صوابع ديناميت.
قهقه الشيخ، وكذا أيوب، الذي كان مغيبا تماما في الاستمتاع بطعامه، حتى أنه لم ينبس بحرف خلال الدقائق