كمان، ده أنا هختير صبري من هنا لحد ما يستوي بتاع سبعين مرة كده.
قهقهت نفيسة من جديد، وسلمى تضع حلة المحشي على النار، تعدها للتسوية، مع بعض الاضافات من هنا وهناك، من أجل إضافة المزيد من الدسم والجودة على الطعم الشهي من الأساس.
صنعت نفيسة لكلتاهما كوبين من الشاي، وجلستا للتسامر، حتى نضج الطعام، لتهتف نفيسة، وهي تضع طبق من
الفطائر المحلاة، أمام سلمى: مش واخدة بالك، إن أيوب بيه من بعد ما مشيت هيفا هانم، وهو بيسافر كتير!
عقد سلمى حاجبيها، تفكر لبرهة، قبل أن تجيب: هو بيسافر كتير فعلا، بس هل ده ليه علاقة بهيفا! مش عارفة.
أكدت نفيسة: سعدون بيقول لي، إن هو كان بيحبها أوي، ده تقريبا اللي كان مربيها على ايده، الفرق فالسن بينهم
كبير، يجي بتاع ١٣ سنة، وكانت مدلعة من الكل، مكنش بيترفض لها طلب، وأكيد بعد البعد ده كله، أتأثر لما شافها تاني.
ساد الصمت، وسلمى تتظاهر بتناول الفطائر المحلاة، لكن عقلها يعمل بسرعة رهيبة، تتمنى لو كان ما تخبرها به نفيسة صحيحا، وأن هذه الذبذبات الغريبة، التي تستشعرها قربه، لا أساس لها من الصحة، واهتمامه العجيب بكل
ما يخصها فالفترة الأخيرة، ما هو إلا امتنان طبيعي لمعلمة ولده التي أخرجته من قوقعته، وانقذته من الموت غرقا، لا أكثر..
قطعت سلمى استرسال خواطرها، دافعة هاتفها باتجاه نفيسة، أمرة إياها في مرح: ياللاه صوريني فيديو وأنا بفتتح صينية المحشي.