كان يظهر فجأة، كما يختفي فجأة، قد يمكث بالفيلا بضع ساعات، وأوقات آخرى، يبقى ليوم أو أكثر، لا تعرف هل كان هذا اختياره! أم أن جدول رحلته مزدحم في مثل هذا الوقت من العام!
لكن هي، على أي وضع فيهما، كانت تحاول أن تنأى بنفسها بعيدا عن مجال حضوره، تعتكف في حجرتها لكثير من
الوقت، في أوقات تواجده، وتتحرر من عزلتها حين غيابه في إحدى رحلاته، وقد قررت العودة للقاهرة، بعد أن تنتهي مدة الفيزا السياحية، أي كان وضع زوجها المجهول.
قررت النزول للمطبخ وشغل نفسها بالكثير من الأمور، لعل طاحونة الأفكار الدائرة برأسها تهدأ ولو قليلا، بعض من سكينة، هو كل ما كانت تسعى إليه، لذا قررت أن تسكن ذاك القلق، وتهدي لنفسها وجبة تشعرها بالدفء، وما كان
عليها إلا التأكيد على سعدون لجلب الحاجيات الناقصة، وها هي تقف بجوار نفيسة وقد أوشكت على الانتهاء، لتهتف نفيسة متنهدة في حنين: ياااه، أنتِ عارفة بقالي أد إيه معملتش محشي يا آنسة سلمى!
هتفت سلمى: أد إيه!
رواية من يطرق باب القلب كاملة جميع الفصول
أكدت نفيسة: سنين..
شهقت سلمى: سنين! ده أنا يحصل لي حاجة لو عشت من غيره! سبحان مين صبرني عليكم الصراحة..
قهقهت نفيسة، هاتفة: للدرجة دي!
أكدت سلمى: ايووون، ده شفا يا نفسفس، شفاااا.. صباع المحشي ينزل من هنا، يعالج الكحة والقلب والروماتيزم