كان اليوم ثقيلا، قضته سلمى كله ما بين غرفة ساجد وغرفتها، تغرق نفسها بالعمل مع ساجد، لعل عقلها الذي يضج بالكثير والكثير من الأفكار، يهدأ ولو قليلا، شعرت بالضيق، فقررت النزول لإحضار إحدى الروايات لقراءتها، وصلت المكتب، ووقع ناظرها على البيانو الخاص به، والذي كان عزيزا عليه، لا يجرؤ أحدهم على الجلوس إليه، لكنها تجرأت فهي على علم أنه ليس بالبيت، بل هو بعيدا عنه آلاف الأميال، ما دفعها لتجلس إليه، في فضول ليس أكثر،
وبدأت في العبث بأصابعه المتباينة ما بين الأبيض والأسود، تخرج بعض النغمات الشاذة من هنا وهناك، حتى بدأت في العزف بشكل جيد، تحاول استرجاع ما كانت تحفظ من القطعة الموسيقية، التي ما أن انتهت منها، حتى وجدت شخص يصفق في رزانة على باب الغرفة، ما جعلها تنتفض واقفة، مبتعدة عن البيانو، وهو يهتف في
استحسان: برافو، جميلة القطعة الموسيقية دي، فيها بهجة حقيقية ..
كانت ما تزال مأخوذة بظهوره المفاجيء، ما جعلها تهتف في تردد: دي أغنية من الفلكلور المصري القديم ..
اومأ برأسه متفهما، واستطرد: بس عزفك جميل..
أكدت في بشاشة: لا أنا مبعرفش أعزف، أنا كنت حفظاها من أيام المدرسة .. لكن العزف وقراءة النوت الموسيقية
حاجة بعيدة عني خالص ..
لم يعقب على كلامها، بل سأل في أريحية وترتها، لم تكن من عاداته: بتقول إيه بقى كلمات الأغنية! ترددت قليلا، ثم بدأت في تنغيم الكلمات: