هل من اللائق الطرق عليها في مثل هذه الساعة!..
كان في أمس الحاجة للاطمئنان عليها قبل رحيله، لا يعلم لما هذه الرغبة الملحة في رؤيتها! لكنه روض جموح رغبته، مسيطرا عليها، واندفع صوب الدرج مهرولا، قبل أن يتراجع، دافعا نفسه دفعا، جوار هيفاء بسيارته، في سبيلهما للمطار.
ساد الصمت الثقيل بينهما، ما قطعه إلا وضعها لكفها فوق كفه التي كانت تمسك اللحظة بمبدل السرعة الكائن بين مقعديهما، لم يتحرك فيه ذرة، ولم تتغير قسماته، بل ظل جامد الملامح، لم يتأثر مطلقا بلمساتها التي كانت تذيبه قديما، ضغطت على ظاهر كفه، لعله يلين، لكنه همس بنبرة حازمة، لا تقبل الشك: يدك عني، صدقيني، ما عاد ينفع.
هتفت في حنق، وقد طعنت أنوثتها في مقتل: أيوب! كل هاد بسبب.. ايش اسمها.. اه.. سلمى.. الله لا يسلمها!
هتف أيوب في حزم: كفي لسانك عنها، هيفا!.. ما بينا مات واندفن من زمن بعيد، فوقي.
همست وهي تقترب في دلال: بنحييه من جديد، ايش فيها، أنا على يقين، إن حبي كالجمر، مشتعل تحت رماد