*******************
نزل من حجرته، مرتديا زيه الرسمي، في سبيله للعمل، ما دفع هيفاء، التي كانت تتجهز بدورها لمغادرة الفيلا، لتستوقفه هاتفة في نبرة مترجية: أيوب! خذني وياك للمطار!.. والله طريقنا واحد.
هتف أيوب، بنبرة مبهمة: عمر ما كان طريقنا واحد يا هيفا، بس اتفضلي، ما يخالف.
ازدردت هيفاء ريقها في حنق، مستشعرة أن هذا الأيوب الذي تطالعه اللحظة، قد تبدل .. بل استبدل تماما عن ذاك الذي عاشرته لسنين طويلة، وكان بينهما ما كان، من هذا الرجل! .. تعترف أن النسخة الجديدة تثير فضولها وإعجابها عن هذه النسخة القديمة، التي هجرت، ربما هي من تغيرت، ففكر فتاة جامحة فالرابعة والعشرين،
بالطبع مخالف تماما، لفكر نفس الفتاة وقد كسرت حاجز الثلاثين من عمرها.. أيوب لم يتغير وحده، بل هي تغيرت كذلك، يبدو أن الزمن لا يترك أحدا إلا وطبع بصماته على روحه، ونال منه بطريقة أو بآخرى!
هتف أيوب منتزعها من خواطرها: انتظريني بالسيارة، حتى اطمن على ساجد قبل ما روح!
هزت رأسها بالموافقة، لا قبل لها على الرفض، ولا حتى عرضت مرافقته لتودع طفلها، نزلت الدرج يتابعها بناظريه، حتى عبرت للخارج، فصعد الدرج، يفتح حجرة ساجد، الذي كان مستلقيا بفراشه، يغط في نوم عميق، بعد ما حدث بأول النهار، انحنى مقبلا وجنته، رابتا على كتفه، قبل أن يغادر الحجرة في هدوء، وقع ناظره على باب حجرة سلمى،