كان من الصعب، في مثل هذه الأجواء الصاخبة، إدراك وجود هيفاء، التي نزلت من حجرتها، متوجهة صوب بركة السباحة، بهذا اللباس الفاضح، لتتمدد قرب المسبح، بعد أن فردت على جسدها الكثير من واقِ للشمس، وبعض الزيوت، واضعة نظارتها الشمسية، ولم يثير فضولها، ذاك الصخب الدائر بالقرب، لتنهض بعد قليل، دافعة بجسدها
في احترافية صوب الماء، الذي ضربته بذراعين من مرمر، حتى وصلت للجانب الآخر، تسبح في رشاقة، جيئة وذهابا، ولم تولي اهتماما لساجد الذي ابصرته ينفلت من الجمع الصاخب، متجها صوب المسبح، يحاول أن ينظف كفه من الألوان، رن هاتفها، فتوجهت صوبه، نازعة نفسها من الماء، حتى أصبحت على حافة المسبح، ملتقطة
الهاتف لتجيب في نبرة مغناجة، غير مدركة ما يحدث لساجد من الأساس، وأن قدمه قد ذلت، ساقطا بالمسبح، يصارع المياه، محاولا البقاء على سطحها، من أجل التقاط بعض أنفاس تمده بالحياة.
تنبهت سلمى، التي تركت موضعها للحظة، تغسل وجهها من أثر لون قذفه ساجد في سعادة، فطال عينها، لتعود
سريعا، باحثة عنه، فلا تجده بصحبة مالو وهزاع، الذي نبح صوب موضع ساجد، فاندفعت سلمى صوبه، وبلا أي ذرة تفكير، دفعت بجسدها صوب موضع صراعه بالماء، ممسكة به، لكن المصيبة، أنها لا تجيد السباحة أيضا، حاولت أن تجاهد لتصل لحافة المسبح، لكن لا جدوى، وهيفاء كانت قد أنهت حديثها بالهاتف منذ لحظات، لا تكترث لما يحدث على خطوات منها، واضعة سماعات الأذن، تستمع للموسيقى في لا مبالاة، حتى مالو لم يتنبه، وظل صخب