مر بعض اليوم داخل الحجرة، شعرت بالملل، وكذا ساجد كان صاخبا لدرجة كبيرة، لديه رغبة عارمة في الخروج والانطلاق، ما دفعها للانصياع لرغبته، تصاحبه للنزول للحديقة، واللعب مع هزاع، الذي أخذته الحماسة، ما أن تنبه لوجودهما، جلست سلمى تقرأ أحد كتبها الخاصة بحال ساجد، ترفع عينيها ما بين لحظة وآخرى لمتابعة لعبه مع هزاع، ليلفت انتباهها مالو.. ذاك الفتى الهندي الذي يحرس البوابة، جالس في ركن بعيد، يبدو عليه الحزن، تركت
كتابها جانبا، ونهضت متوجهة إليه، سألته في محاولة لتفهم سبب حزنه الظاهر، حاولت على قدر استطاعتها، مع لغته العربية الضعيفة، إدراك أن سبب ضيقه، هو عدم وجوده بين الأهل، احتفالا بالعيد، وقع ناظرها على بعض الأطباق التي تحمل مساحيق لألوان مختلفة، فابتسمت، وقررت العبث قليلا، وخاصة أن أيوب بالخارج، وسمعت من
سعدون أنه قد لا يحضر للغذاء، وكذا هذه المتعجرفة المدعوة هيفاء، تنام حتى ساعة متأخرة من النهار، فلا مجال لوجودها بالأنحاء، إذن فالوقت سانح تماما، لبعض اللهو البريء، ما دفعها لتفتح هاتفها، على إحدى الأغاني الهندية، التي كانت تستمع إليها حين عرض أحد هذه الأفلام على التلفزيون، والتي ما أن صدحت، حتى اتسعت ابتسامة
مالو، وبدأ في الرقص دافعا مسحوق اللون الأصفر في الهواء منتشيا، تنبه هزاع لذاك المهرجان الذي يحدث بالقرب، ما دفعه ليركض نابحا في نشوة، يتقافز فالهواء، من أجل أن يطال بعض اللون المنتشر في الأجواء، والذي بدأ في الاختلاط بألوان آخرى، بدأت سلمى بنثرها بدورها، ليقلدها ساجد في مرح، ليصبح الجو معبقا بالكثير من
الألوان الزاهية، والموسيقى المفعمة بالفرحة، الصادحة من هاتفها، والرقص من جانب مالو، مشاركا ساجد لهزاع في قفزه منتشيا في حماسة عالية، ليتلطخ الجميع بمزيج الألوان المبهجة، تصبغ محياهم بشكل مضحك، ليصبحوا جميعا أشبه بمهرجي السيرك، وأقرب ما يكون لألوان ببغاء استوائية..