ضيفتي ولها كل الاحترام، وإذا ما كان هاد بيناسبك، فالباب يمرر الجِمال..
همت هيفاء بالحديث، لكن سلمى نهضت في عجالة، ممسكة بكف ساجد الملطخة بطعامه، هاتفة في تأدب: عن إذنكم، لازم اطلع بساجد.
نهض أيوب متعجلا، هاتفا بسلمى يستوقفها: أنا هشيل ساجد لحد اوضته، متتعبيش نفسك.
لم تنطق سلمى بحرف، وأيوب يحمل ولده، الذي وللعجب، استكان بأحضانه، صاعدا الدرج، وهي خلفه، لتزفر هيفاء في ضيق، حين ترك الجميع المائدة، حتى عمها، ضغط زر التحرك بكرسيه المدولب مغادرا لحجرته، لتُترك وحيدة، على مائدة تسودها الفوضى.
وضع أيوب ساجد على أحد المقاعد بغرفته، واندفع للحمام يحضر منشفة بها بعض الماء والصابون، وانحنى يمسح كف ساجد الملطخة، والتي طالت قميصه الثمين، لكنه لم يبال، هتف وهو يزيل ما علق بملابس ساجد من اوساخ، مخاطبا سلمى: بتأسف على أي كلام اتقال ضايقك.
همست في هدوء، مأخوذة باهتمامه بساجد بهذا الشكل الغير مسبوق، متعجبة من هدوء ساجد الغير طبيعي في حضرة أيوب: حصل خير يا أيوب بيه! حتى لو اضايقت، ف ردك كان كافي وزيادة..
تطلع نحوها، لتهتف باسمة: متشكرة..
اضطرب يبحث حوله عن مكان يضع به المنشفة المتسخة، لتعاجله سلمى: هاتها، أنا هعرف اتصرف فيها.