كان كلاهما يلهث في قوة، يتصبب عرقا، كفيها بأحضان كفيه المتشبثتين، واللتين بدأتا في افلات كفيها رويدا، ما أن اطمأنا على ثبات أقدامها..
تنبه كلاهما، أنهما اقرب ما يكون لبعضهما، فتقهقر كلاهما خطوة للخلف، قبل أن يهمس أيوب في اضطراب: خلونا
نرجع..
سارا يغلفهما الصمت، حتى إذا ما خطت أقدامها بوابة الفيلا، ظهر هزاع خلفهما نابحا، لتهتف سلمى محاولة المزاح، وهي تربت على رأسه: الحب بهدلة.. خلاني اندلة، قولي ساكنة فين، وأنا اروح اخطبهالك..
نبح هزاع في فرحة، دفعت أيوب للضحك على أفعالهما، والذي أمر الجميع، بالصعود للاغتسال، والاستعداد للغذاء.
****************
دقت على هاتف اخيها، لعله يجيب هذه المرة، فقد دقت عليه عدة مرات، فالأيام القليلة الماضية، ولم يرد، ما استدعى قلقها، هل تراه قد حصل على ما يريح بالها من ناحية زوجها الغائب! أم أن عدم رده ذاك يحمل إشارات غير مطمئنة! .. أم أن الحال ما زال على ما هو عليه! .. لم لا تجيب يا صبحي!
تنهدت في حنق، حين اتتها رسالة مفادها أن الهاتف الذي تتصل به، ربما يكون مغلقا، ما الذي يحدث بالضبط!
استشرى القلق داخلها، وبدأ يقتات على زادها من الصبر، الذي ما عادت تملك منه إلا القليل، تعتقه من أجل انتظار الفرج، الذي تاه عن دربها، وضل طريقه لحياتها.
عاودت الاتصال من جديد، وكانت نفس الإجابة لا جديد، الهاتف مغلق، تطلعت نحو الساعة، التي شارفت على موعد الغذاء، ما دفعها لترك الهاتف جانبا، والاندفاع لتغتسل، قبل التوجه صوب حجرة ساجد، لتجهيزه لمشاركتهم الطاولة، كما هو متبع في برنامج علاجها، والذي بدأت تطبيقه منذ يومين، في محاولة منها، لإخراجه للتعامل مع المحيطين به، والتكيف مع بيئته المحيطة.
***************