لم يعقب، كان فقط يتطلع إليها في فرحة، متسائلا هل كان هو المقصود من حديثها! .. انتفخت أوداجه في سعادة، يهز رأسه في تفهم، محاولا اخفاء تلك الابتسامة التي ظهرت عنوة على شفتيه، خلف الكتاب، الذي فتحه دافنا رأسه وراء ضلفتيه، هاتفا: تمام.. تقدري تتفضلي.
ما أن خرجت، حتى أزاح الكتاب جانبا، متطلعا صوب الباب، وقد اتسعت ابتسامته، حتى شملت كيانه كله.
******************
رنين مستمر على جرس باب الفيلا، جعل نفيسة تندفع مهرولة من أجل فتح الباب لذاك المتعجل، الذي ما رفع كفه عن الجرس، جذبت نفيسة الباب في عجالة، لتندفع تلك المرأة للداخل مسرعة، صارخة في حنق في وجه نفيسة: ايش بيصير لحتي أبقى ع الباب كل ها المدة!
كتمت نفيسة شهقة كادت أن تصدر عنها، ما أن نزعت المرأة نظارتها الشمسية التي كانت تستر معظم تفاصيل الوجه، وكابها الرسمي عن هامتها، لتدرك نفيسة من تكون، لقد ظهرت من العدم، دافعة أبواب الماضي لتنفرج، عابرة إليهم، بعد أن ظن الجميع، أن أبوابه الصلدة، بكل ما تخفي خلفها، قد أغلقت للأبد.
هتفت نفيسة ما أن استجمعت شتات نفسها: يا هلا يا هيفا هانم، اتفضلي.
هتفت هيفاء ڤي عجرفة فطرية: إيه أكيد هتفضل، ما بستنى الإذن منكِ، وينه الشيخ!
أشارت نفيسة نحو الردهة المفضية لحجرته، هاتفة في نبرة متوسلة: بحجرته يا هانم، لكن الوقت ما مناسب،
وقت قيلولة الشيخ، وأمر ألا يوقظه أي من كان، ولأي سبب.
كانت نفيسة تدعي كل هذه الأمور، من أجل تعطيل زيارة هيفاء للشيخ، حتى يعلم أيوب بمقدمها، لوحت هيفاء بكفها في لامبالاة، هاتفة وهي تتخذ موضعا لها بالبهو: ما يهم، احضري لي كوب من العصير الطازج، قبل ما اطلع غرفتي.
هتفت نفيسة في تعجب: غرفتك!
تجاهلتها هيفاء، غير مجيبة على تساؤلها، ملوحة لها لتنصرف في كبر، اثار حفيظة نفيسة، التي اندفعت مهرولة