لحضرتك، وتقولي إيه رأيك في ذوقي، يا ترى هيكون لنا نفس الذوق، زي ما طلعنا زي بعض بنحب القراءة!
أنهت حديثها بابتسامة مشرقة تذيب القلوب، وسادت برهة من الصمت من قبله، قبل أن يجيب بصوت رجولي رخيم، هادئ النبرة: تمام، شكرا.
تناول الرواية وتحرك مبتعدا، وهي تتبعه بنظراتها التي لم تحد عنه حتى غاب عن ناظريها وهو في اتجاه صالة المغادرة، فتنهدت في هيام، قبل أن ترحل مبتعدة بدورها، معتقدة أنها فازت بجولتها الأولى في سبيل إخضاع قلبه العصي.
************
هدأت الحركة بصالة الوصول، ما دفعها لجر حقيبتها خلفها، والتوجه للحمام، الذي دخلته في حذر، وتنهدت في راحة، حين أدركت أنها وحيدة به، فما كانت لديها القدرة على إجابة أسئلة من أي نوع، هي نفسها لا تملك عليها أي إجابة، خلعت عنها ثوب زفافها، تتطلع له في حسرة، فلطالما حلمت أنها تخلعه عنها في وجل، تحت سقف بيتها، عشها الحبيب الذي سيجمعها أخيرا بشريك الحياة، ورفيق الرحلة، لم يكن الثوب الذي حلمت به على أي حال، هكذا
عزت نفسها، فذاك الثوب الحلم كان باهظ الثمن على من هي في مثل ظروفها، لتحصل على مثله، لكنها تعتز بذاك الذي خلعته لتوها، فقد وفرت ثمنه من جمعية كانت قد اشتركت بها، على أقل تقدير، ها قد قام بدوره على الوجه الأكمل حتى هذه اللحظة، فشكرا على ما قدم لها من لحظات فرحة، كانت في حاجة إليها، لتستشعر ولو للحظات قصيرة، أنها عروس في ليلة زفافها، وأنها مرغوبة ومحبوبة بحق.